المحتويات
رثاء الأب : عندما يرحل الأب، يترك خلفه فراغًا لا يملؤه شيء، وألمًا لا يضاهيه وجع. فهو السند الذي نتكئ عليه في لحظات الضعف، وهو اليد الحانية التي تمتد إلينا في الأوقات العصيبة. غيابه ليس مجرد فقدان لشخص، بل غياب لدور عظيم لا يستطيع أحد أن يحلّ محله.
الأب : عماد الحياة وسر القوة
الأب ليس مجرد كلمة تُقال، بل هو معنى للحماية، العطاء، والتضحية. هو من يعمل ليل نهار ليؤمّن لأبنائه حياة كريمة، ومن يحمل همّهم حتى آخر لحظة من حياته. يزرع في قلوبهم القوة والشجاعة، ويكون لهم الموجّه والمعلم.
وحين يغيب الأب، نشعر كأننا فقدنا جزءًا من أرواحنا، كأن العالم فقد توازنه، وكأننا نُترَك في مهبّ الريح بلا مأوى.
رثاء الأب : كلمات من قلب موجوع
ما أصعب أن يكتب الإنسان رثاءً لأبيه! الكلمات مهما عظمت تبقى قاصرة عن وصف الحزن العميق الذي يسكن القلب. فنقول:
“يا أبي، كنتَ لي نورًا أضاء دروبي، كنتَ لي عزًّا وسندًا. رحلتَ وتركتني أتخبط في ظلام الفقد، أبحث عن دفء كلماتك فلا أجدها، وأنتظر نصائحك فلا تأتيني. رحمك الله يا أغلى الناس، وأسكنك فسيح جناته.”
وقد عبر كثير من الشعراء عن ألم فقدان الأب بأبيات تمسّ القلب، ومن أجمل ما قيل:
بكيتُ أبي يا ليتَ ساعةَ عودِهِ
فأبصِرُ منهُ الطيفَ يَملأُ ناظِري
سقى اللهُ قبرًا ضمّ قلبًا مُحبَّبًا
وكانَ لقلبي كالسَّماءِ لِماطِري
وقال آخر:
أبي قد رحلتَ ولكنَّ الفؤادَ
يَظلُّ يُناديك شوقًا إليك
فيا ليتَ قبري يكونُ بقربِك
فألقى السكينةَ بين يديك
كيف نحافظ على إرث الأب؟
رغم الحزن العميق، إلا أن الوفاء لذكرى الأب يكون بالاستمرار في السير على نهجه، بتطبيق القيم التي علمنا إياها، وبأن نكون خير امتداد لروحه وأخلاقه.
فلندعُ له في كل صلاة، ولنذكره بالخير، ولنجعل من أعمالنا الصالحة صدقة جارية لروحه، لعلها تكون نورًا له في قبره وسكينة لنا في قلوبنا.
رحم الله كل أب غادر هذه الدنيا، وألهم قلوب أبنائه الصبر والسلوان.